هذا ما تفعله رأسمالية السوق في غفلة الدولة. السوق لا توجد فيه روح إنسانية. والدولة التي لا تحمي سوى البنوك والمصانع والشركات الكبرى على حساب الإنسان؛ ستقتلعها ثورة الإنسان الجائع.
كيف تحول اقتصاد السوق من مأساه الى مهزلة؟ 05/19/2014
البنوك تخلق النقود من لاشئ و تعطي القروض للناس لشراء المساكن. و بسبب خلق النقود من لا شئ ترتفع الاسعار مما يؤدي الى تباطؤ الاقتصاد و الركود الاقتصادي. فتغلق المصانع ابوابها و يطرد العمال. و عندما يخسر الناس اعمالهم, فهم لا يستطيعون دفع ديونهم. فتاتي الشرطة لاخلاء المنازل قسريا من اصحابها لصالح البنوك.
الذي يجري الان هو ان الناس يعيشون في الشارع و المنازل خالية …
الناس يحتاجون البضائع و المصانع مغلقة …
نحن لا نتحدث عن احلام مزعجة و لا عن حكايات جزيرة المجانين في جزر الموز. ان هذه هي حال ارقى الدول الراسمالية في العالم … هذا هو نظامنا الاجتماعي و هذه هي طريقتنا في الحياة على كوكب الارض.
الادهى من ذلك هو ان افلاس الناس يؤدي الى افلاس البنوك. و الدولة المنتخبة ديموقراطيا ترسل الشرطة الى الاسر التي تشهر افلاسها لتقذف بهم في الشارع بينما تقدم المساعدات الى البنوك لمنعها من السقوط … امام انظار الجميع في وضح النهار …
بين نيسان وحزيران العام المنصرم تم قسريا اخلاء 29275 اسرة و مصادرة منازلهم في اسبانيا و وفقا لتقرير رسمي مؤخرا . فانه. بين عامي 2007 ، عندما بدأت الأزمة، و حتى عام 2010 كان قد تم تنفيذ أكثر من 270،000 اخلاء قسري في البلاد.
الناس أصبحوا بلا مأوى لأنهم لا يستطيعون دفع أقساط الرهن العقاري ، في حين ان الملايين من المنازل فارغة في البلاد. و عدة آلاف من الأسر تواجه نفس المصير بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة في البلاد. حيث البطالة مرتفعة و هو الآن يصل إلى 24.6 في المئة. اسبانيا مثلها مثل العديد من دول اوروبا التي تعيش ازمة لا فكاك منها منذ 2008 تشهد أزمة سكن حادة حيث تعيش العديد من الاسر ظروف رهيبة في الكراجات و الحظائر، هذا في حين لا يكاد يكون هناك أي نقص في المنازل الشاغرة في البلاد. وفقا لخبراء الإسكان ، وهناك أكثر من خمسة ملايين الشقق الفارغة.
في أواخر عام 2010 كان هناك أكثر من 687 الف منزل كان قد تم بناءه حديثا تفتقر إلى المشترين ، وفقا ل تقرير حكومي . هذا في حين أن عدد حالات الإخلاء و زيادة فقط.
بالطبع اسبانيا هي نموذج فقط لما يجري في العالم و المشهد في امريكا حتى اكثر سوءا و هذا يجري على قدم و ساق في كل مكان من العالم. و حسب الحبر الذي وضعوه على اوراق الامم المتحدة فان حق السكن هو حق اساسي يجب ضمانه لكل انسان. بينما يحذر موظفي هذه المؤسسة بان عدد سكان العشوائيات سيتجاوز مليارين قريبا.