بسم الله الرحمن الرحيم
ها هي آخر المقاطع المتبقية من الطريق السيار بدأت تكتمل وتفتح الواحدة تلو الأخرى وقد كنا سابقا نأمل أن تحدث معجزة وتمدد الأجال لكي لا تفتح هذه الطريق ولكنها كانت أمال عابثة حبسنا أنفاسنا على وقعها مترقبين ومنتظرين … ولكن فات الأوان و قد قضي علينا شر قضاء …
افتتح منذ يومين شطر جديد من الطريق السيار شرق غرب لتصبح الطريق المؤدية إلى مدينة سطيف و المدن الشرقية الأخرى قدوما من الجزائر العاصمة لا تمر عبر مدننا الصغيرة التي كانت تعتمد عليها تجارتنا بما نسبته 90 في المئة ليصبح مستقبل مدننا غامض و لا يبشر بخير …
مئات الآلاف من الأسر كانت تعتاش من الإتجار بأشكال مختلفة مع مرتادي هذا الطريق الذي يعتبر شريانا أقتصاديا هاما للبلد مئات الآلاف من مناصب الشغل سوف تختفي تماما
المرعب في الأمر هو الكيفية التي حصل فيها هذا التغيير ..كنا نتوقع أن تنخفض نسبة الإقبال بشكل تدريجي مرحلي يسمح للجميع بإيجاد حلول … ولكن الأمر حل فجأة ….فجأة أصبحت مدننا مدن أشباح تخاف أن تمشي فيها ولست هنا أبالغ لمن أراد أن يتأكد فمرحبا به ….
أتساءل إن كانت الدولة قد فكرت بمصير هذا الكم الهائل من العائلات والمصالح التي ضاعت و صارت سرابا بين ليلة وضحاها كيف سيتم التعامل مع نتائج هذه الخطوة ….لم أفهم …
كنا نسمع ويبدو أنه استخف بنا بأن الدولة تعمل على إنشاء مشاريع تنموية لمحاربة النزوح نحو المدن الكبرى هذه المشلكة الكبيرة التي عانينا منها منذ زمن كانت تتقلص بفعل ازدهار التجارة الصغيرة والمتوسطة و الكبيرة في القطاع الخاص مع استباب الأمن وليس أي شيء آخر ….ولكن سوف نعود إلى نقطة الصفر
سوف تسود الفوضى في هذه المدن و سوف تتنامى مظاهر الإجرام والسرقة والعنف و سوف نرى … كيف سيكون الحال ….
الطريق هي التجارة منذ بدأ الخليقة إلى يومنا هذا ومن استهون هذا الأمر من المسؤولين فليتحمل العواقب
الآن فقط فهمت لمذا صار شباب العديد من منطقة القبائل يقطعون الطريق من حين لآخر …..
قدر الله ما شاء فعل …