بسم الله الرحمن الرحيم
كثر في الأوساط العربية في السنوات الأخيرة ظاهرة المقاطعة سواء في الحياة العادية أو الحياة الرقمية و لكن أي مقاطعة ؟ مقاطعات ساذجة و غير مدروسة و تعود بالضرر عليهم قبل أن تصل لغيرهم من المستهدفين بهذه الحملات , ومن هذه الحملات ما أسمعه هذه الأيام من حملات مثل قاطع موقع فيسبوك أو قاطع موقع تويتر أو ما شابه …
لا أفهم ما هي الفائدة من مقاطعة هذه المواقع و لكن قبل هذا السؤال ماذا يفعلون أصلا وماذا يستفيدون وكيف يستخدمون هذه المواقع لكي نزيل اللبس ؟… الأكيد أنهم يستعملون هذه المواقع للدردشة و التعرف على المزيد من الحبايب وتبادل الصور المحظورة وغير المحظورة … إذن فمن الأول الأمر مبني على أسس غير صحيحة و أصبح استعمال هذه المواقع إدمانا و لا يكادون يخرجون بفائدة واحدة , و هذا عكس ما صنعت لأجله هذه المواقع ألا و هو التواصل وتبادل المعلومة المفيدة بأقل جهد وتكلفة و لأكبر عدد من المتلقين وهي وسيلة عظيمة لمن يعرف استغلالها…
لا أدري كيف يفكر أصحاب هذه الحملات و أتمنى أن أعرف كيف يفكرون … وهل يحسبون حقا الخسائر و المكاسب و الأهداف المحققة أو التي يمكن تحقيقها ..لا أشك و أجزم أن هذه حملات مقاطعة من أجل المقاطعة …
المقاطعة: سلاح فعال وعظيم لمن يجيد الحساب و التخطيط لكي يستفيد حقا من من هذا الجهد و لكن يجب التركيز على التخطيط و معرفة الواقع المعاش جيدا و اكتشاف نقاط الضعف والقوة و الابتعاد عن العاطفة و الغريزة …
ما الذي يجب حقا أن نقاطعه : لدي الكثير من الأشياء و السلوكيات التي تحقق أهداف جيدة و مفيدة عند مقاطعتها وهي تتعلق كثير بالجانب الكمالي و الغرائزي و الترفيهي لمعظم أمتنا
القنوات الفضائية المفسدة الغنائية منها أو السينمائية كلها في سلة واحدة يجب أن تقاطع للأبد لا فائدة ترجى منها و مخاطرها الطويلة أو القصيرة الأمد لا حصر لها يجب أن تقاطع
الحماس الزائد لكرة القدم و الشقاق و العداوة التي تنتج بسببها واحد أهلاوي و الأخر نصراوي و واحد أسود و الآخر أخضر تفاهة في تفاهة أتحدى أي واحد يعطيني فائدة مباشرة واحدة من مناصرة ومتابعة مقابلات كرة القدم و التي صارت مرضا
مواد التجميل التي تصرف نساء هذه الأمة كل عام عليها ما يعادل ميزانية عام كامل لبلد كبير كالجزائر هذه الاموال التي تصرف في تفاهاتهم يمكن أن تنقذ آلاف الأرواح المسلمة التي تموت جوعا في الصومال و اليمن و الصين
أما مقاطعة منتجات البلدان المساهمة في بؤس هذه الأمة فيجب أن لا تكون عشوائية وتراعى فيها مصالح الناس و يجب أن تتم بتنسيق مع من يستورد هذه المنتجات من أبناء هذه الأمة بإمهالهم فرصة لبيع ما لديهم و التحذير من جلب المزيد من هذه السلع خلال أجل مسمى و هكذا لا نكسب أعداء جدد من بني جلدتنا و قد أعذر من أنذر
هناك الكثير من الأمور التي يجب إعادة النظر فيها في حياتنا و لن ينصرنا الله ما لم نغير أنفسنا و ما لم نعدل فيما بيننا و ما لم نأخذ بعين الاعتبار و في المقام الأول كلام الله و سنة نبيه و إلا فكل خطوة نقوم بها بعيدا سوف تزيدنا بعدا وذلا
نقطة مهمة : لا يمكن أن نفصل الإسلام عن حياتنا و عن قراراتنا .إذا كنا مسلمين حقا فقولنا هو قول من سبقنا : سمعنا و أطعنا هذا ما يسمى بالانضباط و الالتزام و الإتحاد